يــا من تُحدِّثُنـي تقــولُ وتكتُـــمُ
مـا كانَ يُكْــتَبُ ما يُقـالُ ويُنــظَمُ
وكأن لـي قلبـــاً بأسـفلِ هاتــفٍ
بجـــوار ثغــرِكِ حينـــما يَتَــــكلَّمُ
ما خُـطَّ حرفي واصِــفاً لك صورةً
إلاَّ عــلى صــــفحاتـه يتلعثـــــمُ
أَوَ بعـــدَ عــمرٍ واسـتحالتْ بيننـا
صِـــــلَةٌ أنــالُكِ أمْ تُــرى أَتَوَهَّــمُ
يا لَهْثَ نفسيْ ما يجولُ بخاطري
وســمعتها عبــرَ الهـــواءِ تُسَـلِّمُ
من همسها تنـمو لفكــري اضلع
وأصـابعٌ صـوب السـماءِ ومِعصــمُ
وأمـدُّ كفي في الفضـاءِ .. أمُدُّها
فتــمُرّ مِنْ بيـنِ الأصـــابعِ أَنْجُــمُ
وأُحِسُّ إنْ أغمضْتُ عينـي أننـي
لامستُ وجهكِ والظـلامُ مُخيِّــمُ
يا مَنْ شَغَلتِ القلبَ تلكَ حقيقةٌ
أمْ أننــي ما زِلـتُ بعــدكِ أَحْلُـــمُ
وأنا الذي إنْ قيـلَ عنـي عاشقٌ
إلاّ أُجــبتُ .. بأننـــي لا أُغــــرَمُ
أوَ مــا عَلِــمتِ بأننــي مُتَقنِّـــــعٌ
وبأننــي خلــف القنـــاعِ مُتَيَّــــمُ
ويُظَـنُّ في وجهي البرودَ وتحتـَهُ
حُـــزْنٌ خفـــيُّ كلّـــما يتبسَّـــمُ
وَلَـــهٌ وفكــرٌ شــاردٌ في حُبـِّـكُمْ
وفـمٌ على نطـقِ المحبـةِ أبــكَمُ
لا تكتُميني الحـبَّ .. لا تَتَهَيَّبـي
فأنــــا كحــالِكِ لـــمْ أزلْ أتعلَّـــمُ