الجمعة، 22 نوفمبر 2019

من نحاس

.



جرعت مرارة صبت بكاسي
.... وما فتئت لتسكن في حواسي

اتهمت عليك قلبك غير أني 
.... خَطِئتُ لأنّ قلبكِ... من نُحاسِ
.
.

يـا مَن قسوتِ


.

يـا مَن قسوتِ .. أكــانَ لي مِنْ راجِ
...... ينبيـكِ أنّـي مـن ضيـــا ... وزجـاجِ

ماذا وقد ألقيت في صدري الضنى
.... من كان يملك -إنْ كُسِرْتُ- عِلاجي

وسللتِ جفنِك .... والتقت نظراتُنـا
..... فخَفضتِـــهِ مِـن شـِــدةِ.. الإحــراجِ

إنّي سكنتُ من الحِـداق.... منازلاً
...... فلمَ اجتهدتِ بها على إخــراجي
.
.

الاثنين، 11 نوفمبر 2019

قهوتي

.
وعشقكِ ليس يتركني وشاني
....... أقول فهل سيسعفني بياني

أيا سمراءُ مالت ... نحو ثغري
......... من الفنجان .. تزفُرُ بالدخانِ

تصبحني النّهارَ.. وحين أمسي
......... تُحييني ... كأن لها ... يدان ِ

وتؤنسُني إذا ما الشعر يبكي
........ عليَّ برِعشةٍ هزّت .. كياني

فكيف تخاطبيني دون صوت..
......... ولا ثغر يبوح ...... ولا لسانِ

.

الأحد، 10 نوفمبر 2019

وأزيـدُ قُبُــلاتٍ بــه ... وأغــانِ

.
حَيّيــتُ بالـوردِ الذي حيّــاني
وأزيـدُ قُبُــلاتٍ بــه ... وأغــانِ

وأقــولُ إنّـي منــذُ أنْ كلمتـه
قد زادَ فيّ تَوَقّــدي ودخـاني

يا طيرَ عشقٍ حاملاً في صرةٍ
قلبي ووُدّاً صــافياً .. وبيــاني

أبلِغْ إذا ما الناسُ ناموا ليلَهمْ

ﻵميرتي شَــوقاً لها بِلِساني
.

قلبي يغادِرُني إليــكِ

.
قلبي يغادِرُني إليــكِ على شَغَفْ
.......... ماضٍ إلى الوجعِ الرهيبِ وما وقَفْ


كالسهمِ منطلقاً يطـــيرُ ولم يــزلْ
.........  متــــأمّلاً ألاّ يُجانِبَــــــهُ الهَـــــــدَفْ

أحْبَبتُ طيــــفَكِ.. واجفاً مِن قولِها
........  كي لا يَقِلّ الحِسّ فيـه .. إذا اعترفْ

وعجبتُ مِن صَـمتي ومِن خَجلي فَهلْ


..... يخشى انتقاصًا .... من به زادَ السَرَفْ

.

لولا البِعادُ لكنتُ بين يديهِ

.
لولا البِعادُ لكنتُ بين يديهِ
ولَمسّ كفي لهفةً .. كفّيهِ

ولَبحتُ ما في الصدر شعراً عاطراً
ولذُقتُ شهدَ القولِ من شفتيهِ

فرمى -مَشوقاً- فوقَ كِتْفي رأسَهُ
وجَعلتُ رأسي حين ذاك عليهِ

ما إنْ يقاذفُني الخيالُ فنبضتي
إلا أتَتْني ... كي تَعودَ إليهِ

ولَغادرتْ كلّ البحورِ شواطِئي
وتسابقتْ.. لتَصُبّ في عينيهِ
.

في كل وقت صار مُنهارَ القُوى



.

في كل وقت صار مُنهارَ القُوى 
... فإلى متى لا يستجيبُ له.. الدّوا 
.
يجري عليهِ نسيمُها في غَفوِهِ 
... فيُفيقُ ... علّ شفاءَه من ذا الهَوا 
.
شَيبُُ المفارش عتمةٌ من حوله 
... ضاقت.. وضاقَ بعَتمهنّ على سوا 
.
كانتْ تُسكّنهُ قصائدها التي 
... قد ظنّها ورداًَ أتى ... ممن هَوى 
.
جُعِلتْ بلا مستقبِلٍ لتقولَ: لو
... قصدتك' فيَّ... لأفرَدَتْكَ بمحتوى !
.
يا وردةً يا نبضَ قلبِ مغرّدٍ 
... مدحوه قبل: بأنّهُ.. وبأنْ ..وَ.. وا 
.
لولاكِ ما كانَ القصيدُ وصدقُه 
... ذي نِيّتي .. ولكلّ مَرءٍ.. ما نَوى 
.
فبمثلكِ الأيامُ تبقى حلوةً 
... ولمثلكِ الغُدرانُ تُملأ .. بالرَوى 
.
في صيفِها وخَريفِها، وشِتائِها 
... وربيعِها... رُغم التباعدِ والنّوى 

.

ولمثلكِ الدنيا تَبسّم... رِقّةً 
.. وأظنّ قلبكِ من شواظي ما اكتوى



.

السبت، 9 نوفمبر 2019

حسناءُ معذرة" إليك

.
(حسناءُ) معذرة" إليك... فإنني
... أناْ من جفوتُ الشِعرَ حين جفاني

وظننتُ أنيْ حين أتركُ...  أرضَه
.......سيُلحّ في طلبي..... بغيرِ توانِ

فتاقصَرتْ نحوي الظنونُ وما أتى
....... وبقَيتُ في زمني.... بلا أزمانِ

وسكنتُ أطرافَ القصيدِ لعلني
... سيلوحُ لي في السر من يهواني

مَرّتْ بقربيَ ضجّةٌ... لم تلتفِتْ  
.... فنسَيتُ نفسي والزمانُ نساني

وكأنّني لا شيءَ.. أرزَحُ ساكناً
....... شبَحاً... بكلِ المُوجَعينَ أراني

أُخفي وِدادي ربما من خشية
....... كالطفلِ يُخفِق سؤلُه... لفلانِ

هذا أنا ...  ورياحُ ليليَ عاصفٌ

....... والصمتُ أبلغُ من بُكى اﻷوزانِ
.

لعينيك

.
لعَيْنَيْكِ قلبيْ.. والمخاطرُ تُحدِقُ
يموتُ ليحيا ... ثمّ يفنى فيُخلقُ

سفينٌ ببحرٍ .. لا حدودَ تُحيطُه
ولا مرفأٌ ... وحدّه منكِ.. مُطلقُ

أضاعَ سبيلَ العَوْد في أيّ وُجهةٍ
فأمواجُها زَرقاء ُ... واﻷُفْقُ أزرقُ

يتيمٌ قضى في بابِ حسنِكِ واقفاً
تأمّل رداً منكِ ... والبابُ مغلقُ

فهلْ تغلَـطُ اﻷيـامُ –حيناً- بأن أَرى
حبيباً جَفا... بعد القساوة يُشفِقُ

عشيةَ أَدنى النــاسِ منيَ حاسدٌ
وأبعدُهم عَني.. الذي بِتّ أعشَقُ
.

لا أرى احدا

.
مني إليكِ.. قصيدٌ .. -بعـد-ُ ما وُلِـدا
... يحبو صغيراً.. وقد أرخى إليكِ... يـدا 
 
يَرسُـمُ وجهـكِ فوقَ السطرِ .. أغنيـةً
... منَ الضياءِ.. وقرصُ الشَمسِ ما رقدا 
 
فَلْتَقبلي الروحَ تلقى الروحَ في لهَفٍ
... حتى وإنْ جسدٌ لم يصحبَِ... الجسدا 
 
لأجلِ عينيكِ .. قال الشِعر يُومِئُــــهُ
... وكل حرفٍ إلى عينيكِ ... قد قَصَــدا 
 
فأنتِ فيه .. ولم يُفصِــحْ بها خَجَــلاً
... أمّا الشعور.. كماء البحرِ... ما نفِـدا
 
إنْ غاب عنيَ كلُّ النــاس ما لَفَتــوا
... منـي انتبـاهاً .. ولا أحصـيتُم عــددا 
 
لكنْ غيابُك عنيْ رُغـم مَن حضَروا
... وهُم أمـامي.ْ. ولكنْ لا أرى.. أحَــدا
.

يا مدبرين

.
كُسِر اليراعُ ... وملؤهُ آمالي
..... فأسالَ منه دمي وبانَ عُضالي

يا مُدبِرينَ تَمهّلوا ودَعوا لهُ
....... قلبـاً يُطاوعهُ .. على التَرحالِ

مالت عليَّ بسحرها فتلعثمت
........ وتداخلت كل الجهات خلالي

بانت كلطف النسم في هباته
........ مثل القصــــيد إذا يمر ببالي  

وتريد ستر جمالها بحجابها
........ فغدت تُغطي حسنَها بجمالِ

قولي وكُلُّك سُكّرٌ في سُكّرٍ

........ ماذا أقول وقد جلست حيالي 
.

رسالة

.

إليكِ هواهُ .. يَعبُقُ حيث حَلاّ
........ ويخشى أنْ يقولَ فيَضمَحِلاّ
.
تعلّق في الزوايا .... زِِرَّ ورْدٍ
......... ليبصرَ نورَ  وجهِكِ.. إنْ أطلاّ
.
ففتّق قلبَه لكِ .. ألفَ بيتٍ
......... وأخرجَ منهُ أزهاراً ..... وفُلا
.
لعلكِ تبسُمين لها .. رِضاءً
.......... فتمسحُ عنكِ وعثاءً.. وكَلاّ

.

الجمال

.

وقالوا الحبُّ .. نضــحٌ بالنبـــــالِِ
.......... فأبصـِرْ فعل نصلِكَ من خلالي

فلـي قلـــبٌ رقيـــــق كل حـــينٍ
.......... ضــعيفٌ عن مجابهة النصــالِ

فـــلا يقـــــوى إذا أرداه رَمـــــشٌ
.......... عنيـــدٌ ليس يقبـــل بالجـدالِ

لـــذاك تـــــراه منــكفئاً حزينـــــاً
.......... يُســلِّمُ حـين يُدعـى للنــزالِ

وحـــوراءُ عليــــــه قـــد أطـــــلّتْ
.......... فهلّ الصبحُ من عتْم الليـالي

وقَــــدٍّ مثـــلَ رمــــــحٍ ســـمهريٍّ
.......... يفتق صَحوَ ... أفئـدة الرجـالِ

فتفعل فيَّ – فعــلَ الخـمرِ- هذياً 
........... وتقتلُني ... وأدعوها تعالي

ليَ المولى على ضَعفي، فأمضى
............مِن الأرماح رشقيَ بالجمالِ


.

بعيد

.

أحبُّـكَ يا شرودُ .. أما تَـراني
........ أُجدِّف خلف أعمـدة الدخانِ
.
إذا حاولتُ مسك الخيط منه
........ يغـيب فكيـف تمسكه يدانِ
.
أحبُّكِ غير أنـــكِ في مــكانٍ
........ بعيـدٍ .. ليس يبلغُه حصاني

.

غبي

.
يرطن مثل العلج إن قال معرباً
لأخلف بعراً .... تحته .... وأذيّا

وليس صبياً كي يسوق معاذراً
وليس بعذرٍ أن يكون .... صبيّا

ويكذب لم يظلمه فردٌ لحمقه

فقد كان من قبل القصيد غبيّا
.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

رقيق

.

ولستُ أميز من ماضٍ سيأتي
 .. ولا آتٍ مضى ما فيــه تَـوقُ

ولا يومٌ سيُحسب من حياتي
 .. ألاقي فيــه قلبـــاً لا يـرقُّ

فكيف سيملِك الأحلامَ يوماً 
 .. رقيـقٌ لم ينــلْ مـا يستحقُّ

ويجري العمرُ يوماً بعد يومٍ 
 .. ولمّا يأتــِـه من بعدُ عِتــقُّ

إذا لم ألـقَ وجهكِ فيـه حـقاً 
 .. فلا والله ليس بهـنّ فَــرقُ

.

الجمعة، 16 أغسطس 2019

الأمنيات

.
بدوتِ لنا وقـد صَـمَتَ النـُـحاةُ
فكيـف الحسنُ.. تحكيهِ اللغاتُ

أيكـفي لــو أطلَّ البــدرُ أنِّــي
الذي يبكي على ثغري الشُداةُ

فليس بطامــعٍ مَـــنْ رامَ نوراً
يسـيراً .. كي تـدومَ لهُ الحيـاةُ

أما تدرينَ.. من جفنيكِ حبري
وحزنُك -صار- في كفي الدواةُ

لأنظمَ منهما .. شِـعراً رقيـــقاً
تُغـــرِّدُهُ العصــافرُ والبنـــاتُ

وتحملَه الريــاح .. لكل دربٍ
فتعــرفك .. الأماكن والجهاتُ

لكنتِ علِمتِ أنك كلَّ قـــولي
وأنكِ في القلـــوب الأمنيــاتُ

.
.

الأربعاء، 31 يوليو 2019

احتضار



.


أسْـقِيتُ باسْــمِكَ كُلَّ وَرْدي الأحـْمَر ِ

فشَــذا بِعِــطْرِكَ بَـعْـدَ طُـــولِ تصبُّــر ِ



أَوْدَعْتُـــــهُ في شُرفَتـــي مُتَعَدِّيـــــاً

بأريجـِـــهِ شـُــبَّاكَ مَــنْ لَـمْ يَجْسُــر ِ



مــــالتْ كــؤوسٌ نَحــوهُ وتَبَسـَّــمتْ 

فَـدَرى بـِـأنّ الزَهـْـرَ بَعْــضُ تَســتُـّري 

...

يــا مـَنْ غَرِقْتُ بِحُبـــِّــهِ وأقـامَ بـــي

حُلْــمًا جَميــلاً صُــغْتُهُ فِــي دَفتـَـري




مثــلَ الوَليـــدِ أقــامَ بَـيـن جوانحِــي

تِسْــعاً كعُـمْر النَبْـضِ بين الأسـطُـر ِ 



أوَ مــا ذَكـــرتَ الأمـْسَ يــَـومَ لِقائِنـــا 

والليلُ يهمِسُ لـــي بأنـّـــكَ مُخـْــبِري 




فسَـرقتَ مِنْ عُـمْر المسـاءِ سُـويعـةً 

وسَرقتَنـــي مـَـــعَها بغـــيرِ تأَخـُّـــــرِ ِ 




ولمستَ كفيَ هامِســـاً (إنِّي أحبـُّـكِ 

ملءَ مــا وَسِـــعَ المَــدَى.. فتَصَـوْري) 




أبكيتَنــي ورَفعـــتَ كفـَّــكَ رِقــَّـــــــةً 

وعليــــكَ حَبـَّــاتُ النـَّــدى كالجَـوْهـرِ 



مُلِّكـْــتَ قلبـــــاً طــــاهراً فأذبتـَــــــهُ 

في كأسِ حبِّــك قطعةً مِـنْ سُـكَّــــر ِ 

...

واليـــــومَ أذكــرُ غَيبــــةً قـد غِبتَــــها

وَرَحَلْتَ مِثــلَ شَواطـئٍ عـَن أبْحُـــرِي



وتَركتَني رَهْــــنَ العواصِــفِ أرْتَجـــي

رَجْعـــــاً ولَـــمّ شَــتاتيَ المُتَبعثِــــــرِ 



...

آذيتَنـي وصَحِبــتَ أخـــرى قاصــــــدًا

قَتْـلـــــي فلَــمْ تَوْجَــلْ ولــمْ تَتَوتـَـــرِ



وأنـــــا أمُــوتُ بلَوعَتــي وأراكَ فــــي

حُـلْــمي ذِراعُــكَ بالــذِراعِ الأسْـمَـــرِ 



أَوَ ما رأيــتَ بوجـْـهِها لــِي صُــــورَةً 

أوْ شـامَةً خَطَـرَتْ بخَـدِّي الأَيْسَـــرِ !!؟ 




أرسَـلْتَ مِــنْ كفَيـْــكَ سـَهْماً غــادِراً 

مـا اختــــارَ إلاّ أنْ يَحِــــلَّ بأبْهَــــــري 


...

يا قاتِــلي عِـشْ مــا بـَـدا لكَ ناســياً

ألمِــي ولا تأبَـــــهْ بطــــولِ تأثــــري



فغداً سَـتَعــلمُ حين يلفِظُـك الهــوى

أنْ يـومَ قتلي قد دُفِنتَ .... بمَقْبـري



.


.