الثلاثاء، 9 أبريل 2013

ليلة من ليالي الغربة





شبَّ القصـيدُ ..
فكانَ الـدفء ..
والوهـجُ

وعنــده..
جلـسَ الأصـحابُ ..
وابتهجــوا



والليــل سامرهمْ ..
والريــحُ قد لَعِـبتْ

تَلـوكُ في فمها ..
تَـردادَ
مـا لَهَجــوا



أيـّـانَ كنـــا..
وبيتُ (المَــرجِ) يجـمعنـا

رَغـــمَ التغـــرّبِ ..
فالأرواح تمـــتَزِجُ



ينشِـدنا (ناصرٌ)
شِعراً على
ألَــمٍ

يقــولُ حتـى ..
يــكاد الصبـــح ..
ينبــلجُ



فواكهُ الليـل ..
لمْ يسـتغنِ عاشِقُها

عـنها ..
كنــار ٍ تلاقت حولها ..
المهـجُ



في ليلةٍ من ليالي الغربـةِ
اجتمعتْ

تــلك القــلوبُ ..
فـلا زيـــفٌ ...
ولا حَـــرَجُ



جزار






لبــس الجــزار ثوبــــاً للضحيــهْ = وتمـادى كي يُجـازى بالسويّــهْ

كيـفَ أن النـاس رَغمَ الظلمِ قدْ = يطلبون الصـفح -قَسْراً- للأذيّـهْ

قد نسَوا عُدوانهمْ حينَ اعتـدَوا = هاتكـينَ الستر فـي روحٍ نقيـّـهْ

أنــاْ مَـنْ كــنتُ أُداري ضـَـعفهُمْ = وخشيتُ الذنبَ من ربِّ البريّـهْ

صُـنْتُ في خير البرايـا ما وَصَى = وأنـا ما خنتُ عهداً في وصيــهْ

فقَضَـوني وقميصــيْ مُخْضَـــبٌ = وبكـَـوا ثُــمَّ افــترَوا بعــدُ عليـّـهْ

مِحَــنٌ العـــمرِ تولّــت .. إنَّــــما = لم يزل للهمِّ من عمْـرِي بقيــهْ

السبت، 16 فبراير 2013

تنطِقُ الأشعار باسمه







يحسبُ الأمرَ لــهُ مِنْ ظلـمِهِ = وبأنّي أسـطرٌ مِـنْ نظــمِهِ

فـإذا شــاءَ محــاها .. وإذا = شـاءَ تغـدو قبـلةً من فَـمِّهِ

عدّني إحدى العطايا عنــدَه = أو كأنّي لوحـــةٌ من رسمهِ

باعـَها يـومَ تولى مثـلَ مـنْ = باعَ سِـرّاً قطعةً من جسمهِ

رُغم حزني وجراحي لم تزلْ = تنطِقُ الأشعار دوماً باسمِهِ










حرف من كتاب تاريخي






كــمِ احتَـــمَلْتُ كلامــاً كُلَــــهُ كَـــذِبٌ

فنــاءَ ظهـري بـما تفْـري مِن الكَــذِبِ


يـا عاجـلاً سِـرْ مَــعَ الأريــاحِ مُرْتحِــلاً

فإِنَّ لي نسَـماً تَعصـى على الغَــلَبِ


قذفتَ نحــويَ ســهماً بـاتَ مخــترقاً

ما بين أوردتي فانـدسَ في عَصــبي


فـإن مـن وَجَعـــي لا صـــدرَ يُحـــرِزُهُ

ولو حـواه .. لكان الصــدرُ في عَطَـبِ


وَعُدْتَ بعــــد سنينٍ ترتجـي صِــلةً !!

وسِرتَ لي مَعَ ماضٍ سارَ في طَلَبي


لقــد عَلِـمتَ يقــيناً مـا أُكِـنُّ .. وقــد

جَهِلتَ دومـاً بغــيري خــافيَ العِــيَبِ


أعْجَلْتَ هجراً طوى التاريخُ صفحتـــهُ

وصِـرتَ حـرفاً بـهِ مِنْ سـالفِ الحِـقَبِ


لك قلبي





.


لكِ قلـبي.. ومساءٌ شَفَّ رُوحيْ
فَصَبَبتُ الدمعَ صَباً.. كي تبوحيْ



كَم بــهِ أشرَعتِ بَابـاً منْ خيـالٍ
وأنــا أجْمـَـعُ بالبــابِ.. جُـروحيْ 



ودروبــاً سِــرتـُها نحـوك تمضـي
تتلاقى حيثـما كـان .. ضــريحي



هلْ عرفت الآن ما سِـرُّ اكتئابي
واحتطامي.. ولِمَ اخترتُ نُزُوحي



يـا قصيداً سـاقها الليـل شـجوناً
قد غفا فوق ذراعيها.. طموحي
.
.


في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم




أنت الحبيب فكيف فيـك يجـــودُ = والشِعر أنت وحســـنُه .. والجودُ
.
وبأي لفــظ قـد تُصــاغُ مدائــــحٌ = ترقـى إليـــكَ وقــــدرُها محــدودُ
.
أعْـلاكَ رَبّـي واصْــطَفاكَ بخُلّــــةٍ = وَوَســـيلَةٍ ومَقـــامُك المَحــمودُ
.
يــا من بُعـِـثتَ بكـل خيـرٍ رحـمةً = ولَخَيْـرُ مـا حُمِّلْتـَــهُ ... التَوْحيــدُ
.
تَحيـــا بــه أمــمٌ وتَهــلِكُ غـيرُها = وبديــلَه لــــن يقبـــلَ المَعبـــودُ
.
كـم امــةً تتلــو الكتــابَ ترقّــبت = مـن دهــرِها أن يولـــد المولــودُ
.
طـمعًا بمـا قد بُشّرت رُسُلٌ بــِـهِ = حتى ينــالوا نِسْـبةً .. ويسودوا
.
إذْ إن دينـَك واضــعٌ من إصــرهم = لتُحَــطَ أغــلالٌ بـــه .. وقيــــودُ
.
قد بايـع العُقـلاء دينــاً .. لم يـزلْ = تأتيـــهِ في إثْرِ الوُفــودِ .. وُفـــودُ
.
وتوحَــدَ الأعـــراب بعـــد تفـــرّق = وغدا لهـمْ في العـالمينَ وُجــودُ
.
دِيـنٌ يسـاوي بينهـم مِنْ عَدلِــهِ = فجميعهمْ عنــد .. الإلـــهِ عبيـدُ
.
يا سيدي مِنْ قبــلُ ضِـئْتَ بظهر = آدمَ حـــين ضــــاءَ بظـــهرِهِ داودُ
.
تشتاقُ نورَكَ جنةُ الرحمن.. هَلْ = بِسِـواكَ يُفتــحُ بابُــها المرصــودُ
.
صــلى عليــكَ اللهُ أعــداد الورى = وبمـلءِ مــا يرضى بـــه ويريـــدُ






على باب الزقاق




.
يرنـــــو إلى بـــابِ الزُقـــاقِ بقلبـِـــهِ 

لصبيــــةٍ .. مـــرّتْ ترافـــقُ .. أمَّـــها

..

جـــارَتْ على صـدرٍ صـغيرٍ .. لمْ يَـزلْ

غِـــرّاً .. فكـيفَ تُرى سـيدرأُ ظـلـمَها

..

تأتــي إلــى بيـــتٍ يجـــــاورُ بيتــَــه

في كل صبــح .. كي تساعد عَـمَّها

..

أعمى وليس لـــه أنيسٌٍ في الدُنــا

إلاّ عصـــاهُ .. بهـــا يكافــــحُ عَتْــمَها

..

عند الزُقــاق فتـــىً يكتّـــم بوحــَــهُ

نَظَـمَ القصـــيدَ وليس يُــدرِكُ نَظْـمَها

..

كم يرقبُ الإصباحَ .. لـو تـــأتي بـــهِ

بقُــدومِها ... حتـى تبــــادرَ يَوْمَــــها

..

متحـــملاً بـَــــرْدَ الزُقــــاقِ ولهــــفةً

والعـينُ تفضــحُ مـا يحــاولُ كَتْـــمَها

..

مَنَحتـْـهُ يومــــاً بَسْـمةً ... وتَرحّلـتْ

وهْوَ الذي لليومِ .. لا يدري اسْــمَها

..

في الأربعينَ .. وكمْ مَضى مِن عُمْرِهِ

لكنَّـــــهُ ... ما زالَ يذكــرُ ... بَسْـمَها