الأربعاء، 31 يوليو 2019

احتضار



.


أسْـقِيتُ باسْــمِكَ كُلَّ وَرْدي الأحـْمَر ِ

فشَــذا بِعِــطْرِكَ بَـعْـدَ طُـــولِ تصبُّــر ِ



أَوْدَعْتُـــــهُ في شُرفَتـــي مُتَعَدِّيـــــاً

بأريجـِـــهِ شـُــبَّاكَ مَــنْ لَـمْ يَجْسُــر ِ



مــــالتْ كــؤوسٌ نَحــوهُ وتَبَسـَّــمتْ 

فَـدَرى بـِـأنّ الزَهـْـرَ بَعْــضُ تَســتُـّري 

...

يــا مـَنْ غَرِقْتُ بِحُبـــِّــهِ وأقـامَ بـــي

حُلْــمًا جَميــلاً صُــغْتُهُ فِــي دَفتـَـري




مثــلَ الوَليـــدِ أقــامَ بَـيـن جوانحِــي

تِسْــعاً كعُـمْر النَبْـضِ بين الأسـطُـر ِ 



أوَ مــا ذَكـــرتَ الأمـْسَ يــَـومَ لِقائِنـــا 

والليلُ يهمِسُ لـــي بأنـّـــكَ مُخـْــبِري 




فسَـرقتَ مِنْ عُـمْر المسـاءِ سُـويعـةً 

وسَرقتَنـــي مـَـــعَها بغـــيرِ تأَخـُّـــــرِ ِ 




ولمستَ كفيَ هامِســـاً (إنِّي أحبـُّـكِ 

ملءَ مــا وَسِـــعَ المَــدَى.. فتَصَـوْري) 




أبكيتَنــي ورَفعـــتَ كفـَّــكَ رِقــَّـــــــةً 

وعليــــكَ حَبـَّــاتُ النـَّــدى كالجَـوْهـرِ 



مُلِّكـْــتَ قلبـــــاً طــــاهراً فأذبتـَــــــهُ 

في كأسِ حبِّــك قطعةً مِـنْ سُـكَّــــر ِ 

...

واليـــــومَ أذكــرُ غَيبــــةً قـد غِبتَــــها

وَرَحَلْتَ مِثــلَ شَواطـئٍ عـَن أبْحُـــرِي



وتَركتَني رَهْــــنَ العواصِــفِ أرْتَجـــي

رَجْعـــــاً ولَـــمّ شَــتاتيَ المُتَبعثِــــــرِ 



...

آذيتَنـي وصَحِبــتَ أخـــرى قاصــــــدًا

قَتْـلـــــي فلَــمْ تَوْجَــلْ ولــمْ تَتَوتـَـــرِ



وأنـــــا أمُــوتُ بلَوعَتــي وأراكَ فــــي

حُـلْــمي ذِراعُــكَ بالــذِراعِ الأسْـمَـــرِ 



أَوَ ما رأيــتَ بوجـْـهِها لــِي صُــــورَةً 

أوْ شـامَةً خَطَـرَتْ بخَـدِّي الأَيْسَـــرِ !!؟ 




أرسَـلْتَ مِــنْ كفَيـْــكَ سـَهْماً غــادِراً 

مـا اختــــارَ إلاّ أنْ يَحِــــلَّ بأبْهَــــــري 


...

يا قاتِــلي عِـشْ مــا بـَـدا لكَ ناســياً

ألمِــي ولا تأبَـــــهْ بطــــولِ تأثــــري



فغداً سَـتَعــلمُ حين يلفِظُـك الهــوى

أنْ يـومَ قتلي قد دُفِنتَ .... بمَقْبـري



.


.