الجمعة، 17 ديسمبر 2010

مصابرة (من الرجز)




مــا أجْمَـــلَ الذي بِهِــمْ تألَــمْ
يكــتمُ أوجـــاعاً ومـــا تكـــلَمْ

كم جرَّحوه في الَهـــوى لكنهُ
عن حبهم مـــا تـــاب أو تعلَّمْ

لَمْ يألف الصـراخَ من حروقهِ
كأنـــــهُ أتـى دُنـــــاهُ أبــــــكمْ

أخفى جميعَ حشرجات صدره
أَلاَّ يقـــــال عاشـــقٌ تَحــــطمْ

لَمْ يعرِفِ الِخـداعَ في غرامِـهِ
لذاكَ ضـــاموهُ ومـــا تظــــلَّمْ

وحـين كانوا يرقبـون دمعَــهُ
فاجـــأهمْ لَمَّـــا لَهــــم تبسَّــمْ



الاثنين، 13 ديسمبر 2010

صَمْتي


تسـائلني .. وليس لي عنـدها عــذرُ
( أما للهـوى نَهيٌّ عليـــك ولا أمـْــرُ )

أجبت بلى لكنها خَصـلةٌ في النـفسِ ..
تذهبُ لكنْ .. عندما ينـقضي العُــمْرُ

حَمَـلتِ على نفـسٍ تُكـِـنُّ اضطرامها
وتَحسَبُ أنَّ الحُـبَّ في سـِرِّها سِـــرُّ

حَيــــاءً بِـها مـا كــان يُحجَــمُ إنَّمــا
نَقــولُ يكونُ في الَحيــاءِ لنَـا أجْـــرُ

فَلــولا صَـــبرتِ إذْ صَــمَتُّ فإنَّـــــهُ
لَخَيرُ فِعَال الَمْرءِ في عشقِهِ الصـبْرُ

فقــد جـــادت الأقــلام فيــكِ  كأنـها
لساني الذي قد ثار من أجْلِهِ السَطْرُ

دَعِي هـذهِ القـوافِ تنـــطقُ عَلَّنــــا
تراءى لنــا في صَمتِنـا عندكمْ عُـذْرُ


يومُ عيدٍ


كَتمت الحزنَ والأيــامُ عيـــدُ
فأبعُـــــدُ حـــين يقترب البعـــيـدُ

ويرجو القلب في سِـرِّي وصـالاً
وإني حــــــاذرٌ مـــــــاذا  يريـــــدُ

فبــــين القلبِ والقــلبِ اتســـاعٌ
وبيـــدٌ بعـــد تلك البيـــدِ بيـــدُ

أراها دونهم والنــــاسُ حـولي
أُجاملهم وفي نفسي وحيــــدُ

وأخفي غصـــتي ألَمـــاً وأمضي
وفي صدري  لَها ماضٍ مَجــــيدُ

فما علمت حروقي من زمــانٍ
ولو بـــانت لـذابَ لَها الْحَديـــــدُ

وما واسى على كَمَد ٍفؤادي
سِــوى شَــفَةٍ يُمـزقها القصــــيدُ

فتُمْلِلُ بعض قولٍ شَـفَّ  لكنْ
تثـــــاقلَ عن تَحــــمُّلِهِ الـبريـــــــدُ

فيـا لـيتَ الرِقـــاعَ تقـــولُ عــني
لتعلم كيف بَلَّتها الْخـدودُ

ولو بُعِثت لَها ما كنتُ أرجـو
بأنْ ســـيَجيـئَني خــبرٌ جــــديدُ

فليستْ وحدها فقْدي ولكنْ
أنـا من فقـدها كنت الفقيــدُ

الأحد، 12 ديسمبر 2010

إلى صديق الغربة والدراسة الشاعر الكبير عبد الناصر فياض


يــا ( عبد النـاصر ) أيـَّــامٌ
لَمْ تُحسَبْ عمــراً ودَّعنــــا

طُويتْ وحُمِلْنــا صوب غَدٍ
هـــــلاّ يــــومٌ كي يُرجِـعَـنا

نتـــلاقى لا ألَــــــمٌّ يَبــــقى
من أجـلهِ نسـكبُ أدمُعَــــنا

نتسـامر عنــــدكَ ليــــلَتها
ونفــــارقُ طـوعاً مضجعَنا

فتقـولُ جـــراحَكَ أبيــــاتــاً
ونقول فــزِدْ يـــا مُبـــدِعَنا

فالبعضُ سَــيَفْهَمُ ما ترمي
والبعض يقــولُ أذاك عَنى؟

هــــلاّ طـَوّعْنا الوقت لعـلَّ..
الوقتُ بِشُــحِّهِ قد ذعَنـــــا

شـــوقاً للشعرِ وقبـلُ  لَكـمْ
كي تُشْــفِي بَعــدُ مواجِعَنـا


يـا ( عبد الناصر ) غرباءٌ
والقـــوتُ يهُمُّ  ليصـرعَنـا

ونُســافرُ في الَهمِّ اليوميِّ ..
وآخــــرُ خـــفَّ ليتـبَعَنـــــا

ما انفـــك وروحٌ تســـكُننا
فإذا انفــكتْ يَمضي مَعَنـــا


ضَيَّعْنـا أصـــــــلَ شهامَتِنا
ضيَّعَْنــا الديـــنَ فضَـيَّعَنـــا

أتذكَّر ناســــــاً قد طَـــعنوا
في السـنِّ وغيرَهُمُ ظَعَنـــا

شـعراءً مــــا خطـوا حرفاً
عَنْ هَـــمٍّ عَـــمَّ فصدَّعَنــــا

ذِكـراً لرجـــالٍ قـــد بـــذلوا
فــي ردعِ عـدوٍ روَّعَنــــــا

فلعـــلَّ الحــورَ لَهُمْ نــادتْ
أن هُمُّـوا كي تَحيَـوا مَعَنــا

أصــــفاهُمْ شُـــهداءً ربّــي
يـَـا ليتَ لنـــا أنْ يرفَعَنـــــا

لو أُدلـيَ تصــريحٌ يـــــوماً
وعلى إخـلاصِــهِمُ طَـعَنـــا

بســـبيل الله تـَـــذُبُّ عـــلى
منْ ســبَّ عليهم أو لعَنــــا

يـا ( عبد الناصر ) فلندعو
ربــي مَعَــهمْ كي يجمعَنـــا



رسالتك إلى طاعنين






سَـفَلتَ بأعينِ النـاسِ الّذينــا
خَفَضْتَ لَهُمْ جناحاً منكَ لينــا


فظـنُّـوا أنَّ ذلـك كانَ ضَـــعْـفاً
وماعلموا التواضعَ كان دينـا


محــامٍ أنتَ مِهنتُـكَ الصِــعابُ
وأســهَلُ ما تعـاني الطاعنينـا


تقـول لِمن تمـادى في غباءٍ :
يسـارُكَ لو ترى ليسَ اليمينـا


رميتَ فلم تصِبْ بل سُقتَ ضُرّاً
وتحسبُ نفسـكَ الكُفْـوَ الفطينـا


غرِقتَ ببــحرِ جهــلكَ باجـتراءٍ
قَحَمْتَ ولستَ تَمتـلكُ السـفينـا


فما أدركتَ شـــيئاً مِـنْ علــومٍ
وتفـــخرُ بالغبــا حينــاً وحينــا


 وتَنْقُدُ بعدَها أهـــلَ اختصاصٍ ؟!
 دريتَ ونَحـنُ بعـدكَ مـا دَرَينـا !


وكنتَ تظُنُّ أن قـد صِـرتَ شـيئاً
لأنتَ بأعــينٍ لــم تَعْــــدُ طينـــا


أكـنت ســـتبلغُ النجــم ارتقــاءً
وأنتَ مِنَ الثرى كنتَ الْمَهينــا


تراهنُ بـينَ عطـفي واقتـداري
وذا بســلوككم أضـحى رهينـــا


فإنْ أحسَــنْتَ أحسَــنَّـا وزِدْنـــا
وإلاَّ ؛ ما تـــرى لا مـا تُرينــــا


تَسَـــنَّمْنا لِمِثـــلك كــل صـــعبٍ
وأيسرُ مـا وُصفنا: القاصِمينـا


فليتكَ قد عرفتَ النـاسَ طُـــرّاً
  لقلتَ وهـل سـأُدركُهـمْ سـنينـا ؟


فـإنَّ لهــمْ مَقـامــاتٍ  ، لهـــذا
تَبَصَّـرْ ما مَقـامَـاك كـانَ فينــا







موعظة



إذا عَرَضَــتْ لكِ الدنيــــا فدَعْهـا
فــإنَّ نعـــيمها أبــــــداً مُــــروتُ

وإنْ سَـــألتْكَ يومـــــاً لا تُجِـبْـها
فخـــيرٌ مِنْ إجـــابَتِها السُــكوتُ

ولــو جـــاريتَها لَهَلَكْـــتَ فــــيها
فدعها بالـذي سَـــأَلتْ تَفُــــوتُ

ولا تغْـــترَّ بالدنيــــــا بِحــــــــالٍ
فما للحــالِ في الدنيــــا ثُبــوتُ

ألا فاقنتْ إلى اللهِ امتثــــــــــالاً
فخـــيرٌ من دراهِــــما القُنــــوتُ

ولا تَجـــزعْ لَمكرِ النـــــاسِ فيها
يُمــزِقهــم بِهـا هَــــــمٌّ وقُـــوْتُ

فــــإنَّ الــرزق مقـــــدورٌ وربــي
فما انتُقصِـتْ لديهـــم حَـذرفوتُ

وكانت سُـنَّةٌ في الَخلق تَمضي
فمَنْ يَرضى سَــتُعليهِ البُخُـــوتُ

فأسْــماكٌ إذا لَـم تــرضَ نَهــــراً
تقاسَــمَ لحـــمها قِرشٌ وحُــوتُ

وكمْ مِنْ حِكمـــةٍ مِنْ فيلسـوفٍ
علــى صَــخْرٍ لَــــهُ منها نُحُـوتُ

يقـــول  لِمَــن يَمرُّ  بِــهِ رويــــداً
فما اناْ مثـــلما أبــــدو صَـــمُوتُ

أتعلـــمُ هَـــا هُنَـــا كُنَّـــا وكانتْ
بِمرْبَعِنـَــا الَحضــــارةُ والنُبُــــوتُ

غداً ستكونُ طبـقَ الأصـلِ فـانٍ
وتُطْــوَى ضِـــمْنَ أيــَّــامٍ تَفُــوتُ

مَضَوا في الَهالكين وخلفهمْ قد
بَقـى أثَــرٌ وقـد مُحِـيَتْ بُيــــوتُ

فدنيــــــانا تــــؤولُ إلــــى زوالٍ
وفي الأخرى الخـلائقُ لا تَموتُ

ويـَـومَ ســـيأذَّنُ الرَبُّ العظيـــمُ
بِنَفْــــخِ الصُــورِ ينتشرُ البُــهُوتُ

ويبقى وَجْــهُ رَبِّكِ ذي الَجـــلالِ
فيبعــثُنا وتَجــــتَمِعُ الشُــــتوتُ

وَيُـدعــى المُجــرمون بكــل ذَمٍّ
ويَحيى الُمؤمنون لَهُـــمْ نُعــوتُ

فأخْبِــتْ للإلــــهِ بكـــلِّ حيـــنٍ
فَنِعـــمَ الــزادُ للعبـــدِ الخُبُــوتُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المروت : جمع مرت وهي الأرض الرطبة التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً 
الحذرفوت : قلامة الظفر