لها من القلب

يممــتُ وجهـيَ للــذي = خلـقَ الســماءَ بلا عمـدْ

يا حـيُ يـــا قيـــومُ أنت = الواحـــدُ الفـــردُ الصــمدْ

آجِـــــرْ فــــؤاداً هَـــــدّهُ = ما قد حنى ذاك الجسدْ

وأجُرْهُ في بلواهُ وامنحْهُ = الكـــثير ... مــن الجَلَـــدْ

واخلُفْ لهُ خيرَ العطــــاءِ = يَعيـضُ عــما قــد فقَـــدْ

وســـــعادةً لا تنتهــــي = وهوىً يـدوم إلى الأبَــدْ

تبارك اللهُ

هل طــاوعَ القلـبَ حينَ أثنـــاهُ = فهل تُجــافي الجــمالَ عينـــاهُ

لـــهُ فـــؤادٌ يعـِــفُّ مــن رَهَــبٍ = إذْ كلما اشـتاقَ .. الحُسْنُ آذاهُ

معتـــكفٌ شــــاك مَنْ يقارِبُـــهُ = كأنَّــــهُ الـــوردُ .. فــي مُصـــلاهُ

لما ارتخـت لي جفونـُـه خجَـلاً = أضحى فؤادي مـن بَيـنِ قتــلاهُ

حســناءُ عــمداً بــدتْ لتقتلـَـهُ = وقبلُ كانتْ في السِـرِّ .. تَنــعاهُ

فكيـف يحيى وفي القصـيدِ لها = بكــلِّ حــرفٍ يُقــــالُ .. أفــــواهُ

كأنـّـما الشِــعر قبــــلَها عـــبثٌ = مَيْـتُ .. وهـذا الجـمالُ أحيـــاهُ

عصــانيَ الشِـعرُ واسـتقلَّ بـها = فإنّــــها مـــــا تخــــطُّ يمنـــــاهُ

لم يُبـق ِ مني الذي أصـوغ بــه = مـا غـيرُ قولي .. (تبــــارك اللهُ)

تعيشُ أنتَ بــَـلاكا

لمَـتى قد تعيشُ أنتَ بــَــلاكا = وفــُــــؤادٌ .... مُســافرٌ بـِهـَـــواكا 

غابَ بــدرٌ .. وفيكَ يُخلِف ليـلاً = قاتِـماً مـا استطعتَ منــهُ فِـكاكا

ثمَّ تبكيْ لأجـلِ نفسِكَ سِـرَّاً = فات رَكْبٌ في أرضهمْ قد نَسَاكا

وتــوارى وأنتَ فيــــهِ ولكــــنْ = لكَ قلـبٌ .. مـا زالَ بعــدُ هنــاكا

غُرسْتَ بخـافقي نخـلاً

غُرسْتَ بخـافقي نخـلاً تعـــالتْ
لـها طـــلعٌ تنـــاثرَ في سطوري

فمن مــرّوا على الأوراقِ ذاقـوا
حــلاوة بعضِـكم .. عنــدَ العبور ِ

أولئــك مــن بــها مــرّوا قليـــلاً
فكيف بمن توَغّـلَ في شـعوري

من ذا يقَـــدِّرُ قلبــــاً صــادقاً

لكَ البسـيطُ وكلُ الشـعرِ قد خَضَـعا

فكيـف تغــدو بغـير الحُسنِ مقتنــعا

كأنَّ قلبَــكَ .. في الأقــلامِ معتــكفٌ

لذاكَ نبضُك في الأبياتِ .. قد سُمِعا

ما خالــج الأذْنَ .. حتى كان موئلـُـهُ

في كل قلبٍ ، فإن اُوْجِعْتُمُ .. وَجِـعا

من ذا يقَـــدِّرُ قلبــــاً صــادقاً أسِــفاً

كحال قلبِـــكَ فيــهِ الخيــرُِ قد جُمِـعا

بـــــدرٌ يضـــيءُ لأرضِ الله قاطبـــــةً

لكنـهُ حكـمة ً في الصـدرِ قدْ وُضِــعا

تملي علي فأكتب

يـا مَـنْ مِـنَ العينينِ كــانتْ تَهْــرُبُ

وأنـا الـذي بــين الُجفــونِ أُعَــــذَّبُ

أسقيتنــي كأســاً تضِــــجُّ مَـــرارةً

والكــأسُ مـــن أسـقامِها تتصَــبَّبُ

حظِّـــي بكـــلُ مَـــــرارةٍ أودعـــتِها

والمـــاءُ بـــاقٍ بَعــــدَها لا يُشْــرَبُ

يا من تهيمنُ في اللـغاتِ بِحسنِها

ويقـــولُها شـــعرٌ إذا مــا تَـرْغَــــبُ

نَفـرَ الكـلامُ فلــم أجــدْ مِنْ رَكْبَـــةٍ

إذْ كنتُ أدعُـو الحـرفَ قبـلُ فَأرْكَـبُ

فيسير في الصفحاتِ حينَ تَمُدُني

الأحـــداقُ إذْ تُمــليْ عليَّ فأكـتبُ

شِعراً يَسوقُ الجَفْنَ في نَعَـسَـاتِهِ

والشَـــعرُ .. يَحْمِــلُهُ إليَّ المَنْـكِبُ

فإذا أنتَشَتْ كَلِماتُـه ، أُلـقِيْ اليراعَ

ووحــــدَها تـلك القصـــائد تُكــــْتَبُ

لا تَتركينــي مُبْتـَـلىً بيـــن الــورى

تبـــكي علــيَّ الباكيــــاتُ وتَنْـــدُبُ

متشظيـــاً بيــن القصيـــدِ وبيـــنَها
وكــأنَّ دمعــي مـن فمي يَتَصَـبـَّبُ

قــدْ جـفَّ أفْقـي والكـلامُ وأدمُعـِي

فالشِـعرُ بعــدكِ .. أحـرفٌ لا تُطـرِبُ

إرث أبيه

(وينشأ ناشئ الفتيـان منــا

على مـا كـان عــوّده أبــوهُ)

فإنَّ العِـرْقَ دَسّاسٌ وما في

فـؤادِ المَـرْءِ قـد يبــديهِ فُـوهُ

  

فـإن كانَ الـذي يبديهِ خيـراً

فـإرثُ أبٍ .. عليــــهِ أدَّبـــوهُ

شـمسٌ لا تســكن

شـمسٌ بِــهِ لا يسـتكينُ لهـيبُها

أبتِ الســكونَ إذا يحينُ مغــيبُها

غـالت لجهـلٍ في فـــؤادٍ ضــمّها

مـاذا يصيبــهُ إنْ أبتْ .. ويصـيبُها

قالت حضوري رحمةٌ عن غيبتي

أتعيش نفـسٌ لو يغــيبُ حبيــبها

تصبَّر

تَصَـــبَّر على وقـــع الأسـى واحتباسـهِ
فــما حَــــــزَنٌ يَجـــــــيء إلا وزائـــــــلُ

فمِـــن قبلنـــــا الألامُ ولَّـــت وأُنْسِـــيَتْ
وتبـــقى بنـــــا ذكـــراهُـــمُ والفضـــائلُ

فإنَّ حياتنــــــا اصـطبــــارٌ علـــى الأذى
وإلا ســــــنفنيها ونحـــــنُ نقــــــــاتــلُ