من كان نحـــو جنــان الخلــدِ يقـتربُ
مــا زال يأتيـــهِ جــلُّ الهــمِ والنَصَــبُ
وإنّــما ثـــابتُ الإيمـــــان نحســــــبُهُ
يثبت ما عصفَت في صـــــدرهِ الكُرَبُ
فمـا تغــــير قَلـــبٌ بيـــن أضلُــــــعهِ
ولا اللسـان بشـكوى حــــالهِ رَطِــبُ
فإنّ كتــم مصــاب النفس من شِــيَمِ
الأحــرار يَحـملهم فــي كتـمها الأدَبُ
فلو سـألت فــما إهـلاكُُ مـن هــلكوا
لَمِـنْ نفـــاد اصـــطبارٍ ذلك الســـببُ
خفف عن النفس في أوجـاعها أمــلاً
بالأجـــر .. تبطــلهُ شـكواكَ والغضـبُ
فمـا مُنِعتَ عطـــاءً حينــما ســـدفت
إلا لأعظــــم منــــــهُ كــان يُكْتَسَــبُ
فكلـــما في النفـوس اشـــتد وازعها
سيَعظُمُ الَمنُّ ما اشتدت بهِا الصُعُبُ
واعلـم بــأنَّ نـــزول الكـــرْبِ مَطْــهَرةٌ
ومــا امتُحِـــنتَ بِــــهِ .. إلا ويُجـــتَنَبُ
فهكذا النفس تصـــفو بعــدُ من عَكَـرٍ
فَمِــنْ شديد اللظى قد يطْهُرُ الذَهبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق